تزوجت بها سرًا

حينما يحضر يشعل الأجواء بهجة وضحك وحماس وعندما تحادثنا تحدثت قلوبنا ولم يكف حديثها ابدا
تعلقت به كثيرا وجمعتنا قصة حب أسطورية لسنوات
تقدم للزواج بي ولكن والدي رفضه رفضا جارحا مهينا
كان في نظره فقير نكرة فكيف يتجرأ ويفكر في الزواج من واحدة مثلي مؤكد مچنون
ڠضبت كثيرا فالفقر أبدا ليس عيبا ولن اجعله يفرق بين قلبينا
حاربت العالم من اجله وتزوجت به رغم كل شيء
تبرأت مني عائلتي وطردني والدي
حزنت لكنني لم أكترث بهم فمن حقي أن أختار شريك حياتي ومن اختاره قلبي
اقمت معه ووالدته في شقة صغيرة بإحدى المناطق الشعبية مكونة من غرفتين وصالة لكني كنت أراها جنتي الصغيرة والعش الذي يجمعني بحبيبي
بمرور الأيام كانت تسوء أحوالنا المادية أكثر وأكثر كان لا يكمل أسبوعا واحدا في عمل ثم يتركه
اضطررت للخروج للعمل رغم صعوبة حملي ساعدتني صديقتي في العثور على عمل غير مرهق
ومرت السنين على هذا المنوال انجبت طفلا وطفلة
كنت اهتم بهم ووالدته وبه أيضا بجانب عملي وهو مازال غير مستقر على عمل بل وأحيانا يرقد في المنزل بالشهور لفتني حبه الشديد لمتابعة برامج الطهي غير أنه يتفنن في اختراع اكلات رائعة
اشتركت له في كورس تعليمي لاحتراف فن الطهي وبعد حرب كبيرة قمت بشنها انا ووالدته ذهب وحصل على شهادة تؤهله للعمل في هذا المجال ومن خلال بعض معارفي أوجدت له عملا في فندق كبير وسمعت بعدها عن مسابقة عالمية شاركت له فيها دون علمه حتى اقنعته بعد عناء فقد كان رافضا للفكرة تماما فهو لن يستطيع مواجهة المحترفين المتقدمين امامه وقد كان عند حسن ظني به وفاز بالمسابقة حينها حصل على مبلغ مالي كبير ووظيفة الأحلام
وكان من المفترض أن يسافر ثم يبعث لنا للحاق
—
به لكنه بعد ذلك رفض ذهابنا دون سبب مقنع واخذ يماطلني شهرا بعد آخر حتى مر عام كامل لا يجمعنا سوى مكالمات هاتفية متباعدة ومبلغ يبعث به لنا نهاية كل شهر
كان الڠضب يعتريني أحيانا ثم اهدئ نفسي واعاتبها على ثورتها
فهل اللومه لانشغاله عنا بعمله ونجاحه فيه أليس هذا ما كنت اتمناه يوما وفي النهاية هو يفعل كل هذا من اجلنا
وأعود مرة أخرى ألتمس له العذر وأصدق كل أعذاره الواهية
حتى هاتفتني صديقة لي ذات صباح لتخبرني
انه متزوج من امرأه اخريهذا حبي الزائد له ماذا فعل بي
علمت زوجتي بزواجي توقعت أن تثور تصرخ تنتحب تهينني وتهددني مطالبة أياي ترك الأخرى تعايرني بما فعلت من أجلي لكنها لم تفعل أي شيء من ذلك بل طلبت الطلاق بكل هدوء وكبرياء كم كنت غبي! لأنني توقعت رؤية ضعفها فهي أقوى من أن يهزها فراقي او تكسرها فعلتي دائما ما كانت قوية وربما كانت تلك مشكلتي معها
لم تحتاجني يوما كانت تهتم بنفسها بالاولاد وبي أيضا تحمل مسئولية البيت أكمله على كاهلها لم تطالبني بأي شيء يوما حتى أنها لم تطلب مني البحث يوما عن عمل هي من كانت توجد لي عملا بعد آخر كنت أعلم أنها تريدني أن أعمل وانجح بعملي فقط حتى لا تشعر بالندم من زواجها مني وليس من أجل اعتمادها علي واحتياجها لي لم تتذمر يوما أو تعاتبني من ترك لكل عمل تحضره لي ولم تتذمر أيضا من تلك الحياة البائسة التي أقدمها لها لكني كنت أعلم جيدا أنها نادمة ندما شديدا من زواجها بي لكن كبريائها لن يسمح لها
بالاعتراف أما زوجتي الأخرى فهي شيء آخر على النقيض تماما كم هي ضعيفة في وكم تشعرني بالاحتياج تعتمد علي كليا وأعلم جيدا أنها لن تستطيع العيش بدوني لحظة واحدة وافقت على طلبها وطلقتها فأنا لن أستطيع أن اجادلها أو أثنيها عن طلبها أبدا فهي حينما تقرر فعل شيء لا يستطيع مخلوق على الأرض أن يؤثر على قرارها حينما أرادت الزواج مني فعلتها رغم كل شيء وحينما تقرر تركي لن يثنيها شيء
لست خائڤا على أبنائي أعلم أنها ستهتم بهم جيدا كما كانت تفعل دائما أما أنا فمن حقي أن أسير في طريق سعادتي وأختار من أشعر معها بالسعادة والحب أما هي فأعلم أنها بي أو بدوني سوف تكون بخير مرت الأيام بعد ذلك ولكن ليس مثلما توقعت بل بدأت رحلتي نحو الهاوية