close
غير مصنف

قصة الأخوين واحد فـ,,ـقير والثانى ثري الأخير

قصة الأخوين واحد فـ,,ـقير والثانى ثري الأخير

رواية الأخوين وقصر الفضه الفصل الثالث بقلم كاتب مجـ,,ـهول

#الأخوين_وقصر_الفضّة

الجزء الثالث والاخير

إنتصار القناعة والحبّ …

إقترب الأخ الغنيّ من القصر الموحـ,,ـش فأحسّ بالخـ,,ـوف، لكنّه قال في نفسه : أخي ليس أشجع منّي ثمّ دفـ,,ـع الباب ،ودخل، فرأى إبنة الغـ,,ـولة واقفة أمامه فسألته عمّا يفعله هنا ،ومن سمح له بالدّخول ،فبدأ يبكـ,,ـي وقال أنه رجل فـ,,ـقير يبحث عن عمل ،وقادته قدماه إلى هذا المكان !!!

فنظرت إلى ثيابه الرثة ولحيته الطويلة ،فأشـ,,ـفقت عليه وقالت له :في الرواق سبعة غرف ،إفتح السّابعة ،واملأ ما تشاء من الفضّة ،وإياك أن تحاول فتح الغرف الأخرى !!! فجرى إلى الغرفة السّابعة ،ووجد فيها أكواما من الفضة الخالصة، فأخذ كيسا وملأه عن آخره ،وبدأ يجرّه.

لكنه فجـ,,ـأة وقف وقال: قبل أن أمشي سأرى ماذا يوجد في بقية الغرف، ولما فتح الغرفة المجاورة رأى كدسا كبيرا من الليرات، والأواني ،والتماثيل فأفرغ الكيس من الفضة ،وملأه بالذهب ،ثم حدثته نفسه بفتح بقية الأبواب ،وكلما كان يفتح غرفة يجد شيئا أثمن: واحدة فيها ياقوت والأخرى وزمرّد والتي بعدها، ألماس ،وكان كل مرّة يفرغ الكيس ،ويعيد ملأه بما هو أغلى ثمنا ،ولكثرة طمعه لم يشـ,,ـعر بأنّ الوقت يمرّ بسرعة ،ويقـ,,ـترب من نصف الليل ،وفي النـ,,ـهاية وصل للباب الأخير ،وكان مزيّنا بالزخارف الجميلة ،

فقال في نفسه : دون شـ,,ـك ما يوجد هنا هو أثمن من كلّ رأيته :ثم فتح الباب فشاهد جرة كبيرة ،ولما أدخل يده فيها وجدها مليئة بالقمح ،فقال: يجب أن أخرج الآن لكنّه سمع صوت الغـ,,ـولة تقول: آدمي في قصري والويل له منّي !!! فترك كل شيئ وهـ,,ـرب وهو يلـ,,ـعن حظه، فكل هذا التـ,,ـعب لأجل حفنة قمح ،وجرت الغـ,,ـولة خلفه ،فوجدت الحـ,,ـمار ،فقـ,,ـتلته ،وعادت به إلى القصر .

وسار الأخ الغنّي في البراري إلى أن تورمـ,,ـت قدميه، ولمّا وصل داره كان في حالة يرثى لها، ولم يعد يقدر على الوقوف ،فأتت إمرأته بأجير ليشتغل في أرضها وكان صحيح البدن قويّا ،فبدأت تقـ,,ـضي اليوم قربه ويأكلان معا، ولما يجوع الرجل يتحامل على نفسه ويبحث في الجرار فيجدها فارغة ،وفي المساء تعود المرأة وقد شبعت من الطعام ،فتدخل فراشها وتنام .

فأحسّ الرّجل بالحـ,,ـزن لمـ,,ـعاملتها وهو مريـ,,ـض. ،وبدأ يبكـ,,ـي على حظه ،وشـ,,ـدّة طمعه ،فلو أخذ الألماس، ولم يفتح الغرفة الأخيرة لكان الآن أغنى شخص في المملكة ،والغـ,,ـولة معها الحق ،فالقمح أغلى من كل شيئ ،وما هو فائدة المال حينما لا تجد ما تأكله ،لقد فهم ذلك فقط عندما جاع .

وفي الصّباح تحامل على نفسه ،وذهب إلى دار أخيه ،فتحت له المرأة ،ولما رأت حالته أدخلته ،وأعطته طعاما ،ثم قالت له : أخبرني ما حدث لك ،وأين زوجتك ؟ فتنهد ،وأجابها : أنا مـ,,ـريض بعدما لاحقتي الغـ,,ـولة في الغابات ،أما زوجتي ،فلم تعد تريدني بعدما أصبحت غير صالح للعمل !!! فأشفقت عليه وقالت : لا بأس إشتغلي عندنا، وسأعطيك أجرة ومأوى ،أجابها :هل تفعلي حقا ذلك من أجلي بعدما قاسيتموه مني ؟ قالت زوجة الأخ : حصل خير،وقبل كل شيئ فنحن جيران ،أليس كذلك ؟ولما رجع الأخ الصغير من السّوق،وسمع ما حدث لأخيه إستغفر الله ،وقال أخي طول عمره طمّاع ، ولم يرحمني ولقد نال جزاءه ،ثم أنشد :

الدّنيا تدور فلا تأمنها

و دار أخوك لا تجاورها

فلو كان في قابيل الخير لما قتل أخاه

ولما بكى المظلوم أباه

وقال إرحمني ربّاه

ثمّ خاطب إمرأته قائلا : سبحان الله قبل أشهر كنت تلتقطين القمح من أرضه لتطعمي أطفالك ،والآن هو من يخدم عندنا !!! لكن أعرف قلبك الطّيب ،فلن تردّي له ما فعله بنا ،وبقيت كما عرفتك أوّل مرّة ،أمّا أخي فإختار زوجة جـ,,ـشعة ،تحبّ المال، فرمته كالكلب لمّا مـ,,ـرض ،ففي النّـ,,ـهاية المروءة والقناعة هما من إنتصرا على اللـ,,ـؤم والجـ,,ـشع ،وهذه عبرة لمن يعتبر .

إنتـ,,ـهت

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى